کد مطلب:109743 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:255

خطبه 025-رنجش از یاران سست











ومن خطبة له علیه السلام

وقد تواترت علیه الأَخبار باستیلاءِ أَصحاب معاویة علی البلاد، وقدم علیه عاملاه علی الیمن وهما عبیدالله بن العباس وسعید بن نَمْرَان لمّا غلب علیها بُسْرُ بن أبی أَرْطَاة، فقام علیه السلام إلی المنبر ضجراً بتثاقل أَصحابه عن الجهاد، ومخالفتهم له فی الرأْی، فقال:

مَا هِیَ إِلاَّ الكُوفَةُ، أقْبِضُهَا وَأَبْسُطُهَا، إنْ لَمْ تَكُونی إِلاَّ أَنْتِ، تَهُبُّ أَعَاصِیرُك، فَقَبَّحَكِ اللهُ!وتمثّل بقول الشاعر:

لَعَمْرُ أَبِیكَ الْخَیْرِ یَا عَمْرُو إِنَّنی عَلَی وَضَر مِنْ ذَا الْإِنَاءِ قَلِیلِ

ثم قال علیه السلام: أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ الْیَمَنَ، وَإِنِّی وَاللهِ لَأَظُنُّ أَنَّ هؤُلاءِ القَوْمَ سَیُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِماعِهمْ عَلَی بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِیَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فی الْحَقِّ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فی البَاطِلِ، وَبِأَدَائِهِمُ الْأَمَانَةَ إِلَی صَاحِبِهِمْ وَخِیَانَتِكُمْ، وَبِصَلاَحِهمْ فی بِلاَدِهِمْ وَفَسَادِكُمْ، فَلَو ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَی قَعْبٍ لَخَشِیتُ أَنْ یَذْهَبَ بِعِلاَقَتِهِ. اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِی، وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِی، فَأَبْدِلنِی بِهِمْ خَیْراً مِنْهُمْ، وأَبْدِلْهُمْ بِی شَرَّاً مِنِّی، اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا یُمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ، أَمَاوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِی بِكُمْ أَلفَ فَارِسٍ مِنْ بَنِی فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ.

هُنَالِكَ، لَوْ دَعَوْتَ، أَتَاكَ مِنْهُمْ فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِیَةِ الْحَمِیم ثم نزل علیه السلام من المنبر. قال سیّد الشریف: أقولُ: والارمیة جمع رَمیٍّ وهو: السحاب، والحمیم ها هنا: وقت الصیف، وإنما خصّ الشاعر سحاب الصیف بالذكر لأنه أشد جفولاً، وَأسرع خُفوفاً، لانه لا ماء فیه، وإنما یكون السحاب ثقیل السیر لامتلائه بالماء، وذلك لا یكون فی الأكثر إلا زمان الشتاء، وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دُعوا، والإغاثة إذا استغیثوا، والدلیل علی ذلك قوله: «هنالك، لو دعوت، أتاك منهم...».